voice of love

Monday, December 21, 2009

عندما تغنى الملائكة


بين الحلم والواقع ، الأصل والصورة مسافة زمنية ربما تبدو طويلة أو لعلها مختلفة ولكن الأهم أن الحلم أصبح واقعا والصورة كيانا حيا ملموسا يؤثر فى الجميع
هكذا كانت سلمى صباحى ( الابن البكر ) للعظيمة فيروز فى مهرجان فيروزيات بساقية الصاوى والذى أقيم مساء يوم الخميس17-12 بعد أن تأجل قرابة الشهر بعد أحداث السودان التى أعقبت مباراة مصر والجزائر
قادت سلمى صباحى حملة تنوير جديدة لترفع من قدر الغناء المحترم وتزيد من أسهمه فى ظل التراجع الفنى الملحوظ بعد أن ساد الساحة الفنية جو العرى والابتذال
بدأ الحفل فى الثامنة والنصف مساء بموسيقى أغنية فيروز ( قديش كان فى ناس ) ، ثم أعقبه ظهور ملكة الحفل المتوجة على عرش قلوب محبيها وهى تشدو بأغنيات فيروز وأغنياتها الخاصة فى مزيج ألهب حماس الحاضرين ، وتضج القاعة بالتصفيق مرات ومرات ومرات
كانت بداية التألق فى ( كيفك انت ) ، تلاها رائعة الشاعر على سلامة " حاجات بسيطة" ولحن المبدع شريف اسماعيل والأداء المنمق الهادىء الواثق لسلمى صباحى .. ( كلها حاجات بسيطة وأد إيه بتفرق معايا ، أد ايه .. زى إيه ؟ زى لما الفرحة تيجى لوحدها ، وزى إحساس بالرضا ، وزى ما أحبك كده ، وزى دمعة طيبة ارتاح بعدها معرفش ليه ؟ .. زى وردة فى عيد ميلادى ، وزى يوم بسيط وعادى عدّى لكن مانسيتوش ، وكلمة حلوة سمعتها من قلب حد انا معرفوش ، وزى ما أفضفض معاك بكلمتين ، وفى وسطهم أسرح تقول لى : روحتى فين ، وزى كلمة من بعيد فيها من ريحة بلادى ) .. وتهتز القاعة بالتصفيق لروعة الكلمات وصدق الأداء
وتدفق سيل الابداع .. موسيقى وهمس الكناريا فى القلوب .. سألتك حبيبى ، نضحك ولا نبكى ، أهواك بلا أمل ، بكتب اسمك ، صباح ومسا ، قولهالى تانى ، لا والله ( والتى غنتها مرتين نزولا على رغبة الجمهور ) ، حب ..... والكثير
وأحب أن أتوقف وقفة تأمل طويلة عند ( فيه ناس ) للشاعر البورسعيدى الشاب أحمد شلبى واستمرارا لمسلسل تألق شريف اسماعيل وسلمى صباحى الأجمل والأروع .." فى ناس بتشوفها مرة وتعيش جواك سنين ، وناس فى كل مرة بتشوفها تقول دى مين ، وناس تاخد حاجات وناس بتسيب حاجات ، وناس ويا الساعات بتروح وتسيب حنين ،، فى ناس عشرتها مرة وياها تعيش حزين ، وناس الدنيا مرة من غيرها ولو يومين ،، وناس عشان حاجات ممكن تبيع حاجات ، وناس عشان ساعات ممكن تبيع سنين ،، فى عيون تشبه عنيينا صافيين وقريبين ، وعيون تشبه مدينة مفيهاش ناس طيبين ،، وعيون حزن وسكوت وعيون حضن وبيوت ،وعيون تقدر تفوت جواك فى ثانيتين"..
جلست أتأمل هذا الصوت الرقيق الذى يتغنى بأجمل الكلمات فى لحن لا يقل عذوبة عن سابقيه ،
أنغام كالسلالم تصعد بالروح عاليا لتتساقط منها المتاعب كما تتساقط أوراق الخريف ، لا أعلم هل هذه شهرزاد أم سندريلا ؟ لعلها أصوات ملائكة تغنى .. صوت دافىء لا تتعب منه الأذن ولا يملّ القلب من سماعه
اكتمل عقد التألق وعلى لسان صاحبة الصوت الرقيق سلمى صباحى : أغنية (بلدى) للعظيمة فيروز من آخر مسرحياتها أصبح لها معنى آخر خاصة فى الشهر الأخير
واذا بالصوت الرقيق يغلف بطبقة من الغضب المحمود فى صرخة تعبر عن مدى الضيق والاحساس بالظلم من غدر الأشقاء ليعلو بنبرة حزن فى أغنية أقل ما توصف بها أنها رائعة :
" الكرامة غضب والمحبة غضب والغضب الأحلى بلدى ،، يا صغيرة وبالحق كبيرة يا بلدى "
وفى لحظة رومانسية عالية الاحساس تغنينا : بشكرك لأنك حبيبى .. بشكرك لأنك معايا،
وتختتم القصة مع فيروز و(سهر الليالى) فى ليلة كانت عامرة بالفن الجميل
وانتهت الحفلة ، وكم تمنيت أن تستمر ليال عدة ، وانطلقت أتجول بين الحضور لأتعرف على انطباعاتهم
أذهلنى وجود رجل تخطى الثامنة والستين يجلس مستمتعا قائلا : أنا ودانى نضفت ، ليلتقط منه آخر طرف الحديث : هوه فيه جمال بالشكل ده ؟
أدور بعينىّ لأجد جمهورا من الأطفال والشباب والكبار وتكسو السعادة وجه الجميع ، بالفعل مهرجان كبير واحتفالية رائعة
لكل من يبحث عن الفن الراقى والذوق الرفيع ، عليك أن تستمع الى صوت الجنة سلمى صباحى الآن ودائما وكثيرا
سلمى صباحى .. الفهم الصحيح لكلمة فنان انسان
سلمى صباحى .. المعنى الحقيقى للفن الجميل
سلمى صباحى .. عندما تغنى الملائكة

Labels: