لحظة قابلت فيها الموت
انها صاحبة مملكة الحب
انها من أهدتنى قلبها لحنا للحب العظيم الذى يجمع بيننا
رأيت فى عينيها الحب والحياة والجمال
بعد أن فقدت أعز صديقاتى فى حادث أليم منذ خمسة شهور
جاءت هى لتلملم أشلاء روحى المبعثرة على جوانب شاطىء الحب
التقينا أول مرة منذ سنتين
ومن أول مرة وضعت يدى فى يدها ومشينا نفكر سويا فى الحياة والحب والمستقبل والأمل
واختبرنى الله فى وفاة ( هبة ) أعز صديقة وكم كانت رحمة الله تغمرنى اذ عوضنى بهالة
ازادت علاقتى بها قربا بعد وفاة هبة .. واحتوتنى بفيض حنان لم أعرف له آخرا
ومنذ 10 أيام وانا أنتظرها قدومها الى محل عملى
وأنا واقفة أترقب وصولها وفى غمرة سعادتى للقائها وشوقى لاحتضانها
جاءت سيارة مسرعة تحمل سيف الغدر وتريد أن تخطف منى حبيبتى الأخرى
لم أكن أعرف يوما أننى قد أشهد مصرع أصدقائى بعينىّ
ولم أكن لأسمح لمثل هذا الحادث أن يخطف منى هالة كما خطف منى هبة
وفى لمح البصر وجدت نفسى أدفعها بعيدا عن هذه السيارة لتصدمنى أنا .....
وقذفت بى فى الجانب الآخر من الطريق
لم أدر بعدها شيئا فقط أشباح تصرخ حولى وغبت عن الوعى
وعندما أفقت فى المستشفى ورأيت دموع فرحة النجاة بأعين الجميع
أحسست بالسكينة تغلف روحى وبرحمة الله تملأ حياتى
فقد كان كل الخوف من أن يصاحب الارتجاج نزيف داخلىّ فى المخ
ولا أخفى فزعى حينما وجدت نفسى لا أستطيع تحريك قدمى وذراعى
ولكن رحمة الله كان لها أكبر الأثر
فلم يتعد الأمر سوى تمزق فى الركبة وخلع فى الكتف
وبعد أن استقر ارتجاج المخ وخرجت من المستشفى
اذا بأهلى وأصدقائى أمام الباب
وأقاموا لى بالسيارات زفّة كبيرة حتى البيت
وأمام البيت لم يكن من هالة سوى أن أخذت يدى بين يديها الرقيقتين وطبعت عليها قبلة أثارت دموعى
واحتضنتنى بكل ما تحمله كلمة الحنان من معنى
وأخذت أفكر كثيرا من يومها
لماذا لم أتردد فى انقاذ حياتها ؟؟؟
لماذا لم أخف من الموت ؟؟؟
لماذا لم أفكر فى نفسى وحياتى ؟؟؟
وللعلم .. لم تكن تلك لحظة بطولة ولا شجاعة نادرة
انما كان ذلك لصدق مشاعر الحب بيننا
لم أكن أتخيل أننى قد أفقدها هى الأخرى
وكم كان الله سبحانه وتعالى رحيما بنا وبحبنا
فقد أصبحت هالة هى طريق حياتى
والحب لا ينتهى الا معها وبها .